تقارير وتحقيقات

ساره جمال تكتب .. الزواج المبكر جريمة مكتملة الأركان.. ومخاطره المستقبلية بريف مصر

ساره جمال

يُعدّ الزواج المُبّكر مغامرةً يخوضها العديد من الأشخاص في شتّى الدول، ولكنْ بنسب متفاوتة وتختلف من دولة لأخرى، ويعود ذلك التفاوت إلى عادات وتقاليد وأعراف تلك البلد؛ وذلك لأنّ الزواج المبكر في كثيرٍ من البلدان يُعدّ مطلبًا أساسيًا، أمّا في بلدان أخرى فهو نادر الحدوث، وفي حال حصل ذلك فإنها تكون تجربةً ومغامرةً لا ندري إنْ كانت ستنجح أو تفشل، وقد نال الزواج المبكر في وقتنا هذا جدلًا واسعًا وتفاعلًا في العديد من الدول حول العالم؛ وذلك لصغر سنّ الفتيات اللواتي يتمّ تزويجهنّ مُبكرًا، أمّا نسبة الزواج المبكر من فئة الرجال فهي نادرة الحدوث، وتبلغ أعمار الفتيات عند الزواج ما بين الثانية عشر والثامنة عشر ، ومن جانبه فإن الزواج المبكر قد لا يؤثر على الذكور تأثيرًا كبيرًا، بينما يكون الضرر على الفتيات أكبر بكثير؛ إذ يتم إجبارهما على تحمل المسؤولية الكبيرة في سن صغيرة، علمًا بأنّهما لن يكونا مُؤهّليْن .

وعلى جانب آخر قد أثار الزواج المبكر جدلًا حول حمْل الفتاة في سنٍ مبكر، ممّا يعرضها للمخاطر المتعددة، خاصّةً أنها تمتلكُ جسمًا غير مؤهل للحمل والولادة، الأمر الذي يُعرّض حياتها وحياة جنينها للخطر، خاصةً أنّ الفتيات المتزوجات في سنٍ مبكر قد لا يتلقين الرعاية المناسبة، مثل التي تتلقاها النساء حول العالم. تُصاب الفتيات الحوامل في سنّ مبكر بالعديد من الأمراض مثل: حدوث فقر الدم، وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب احتمالية حدوث نزف دموي حاد عقب الولادة، كما تُصاب أيضًا بالتهابات في الجهاز التناسلي وفي بطانة الرحم، كما تكون تلك النسبة مُعرّضةً للإصابة بالاكتئاب والقلق والعديد من الأمراض النفسية.

ينتج عن الزواج المبكر العديد من الآثار الاجتماعية الخطيرة ومنها:-
الطلاق في سن مبكرة، وتفشي ظاهرة العنف الأسري بسبب قلة الوعي، وتدنّي مستوى التعليم بسبب الانقطاع عن الدراسة في سن مبكر سواءٌ أكنّا فتيات أم شُبانًا، إلى جانب انتشار الفقر الذي يكون السبب فيه الوضع الاقتصادي السيئ وزيادة المسؤوليات.
وبعد البحث والتدقيق في قرية شارونة التابعة لمحافظة المنيا وجدنا أن السبب في الزواج المبكر خاصةً للفتيات يعود إلى قلة الوعي والجهل أو الفقر الشديد، وعدم مقدرة الأهل الإنفاق على الفتاة، فيلجؤون إلى الزواج بهدف تخفيف الأعباء عنهم، ولكنّهم لا يعلمون أنّهم يتسبّبون بهذه الطريقة في إنتاج ضحايا جدد، يُعانون من الجوع والفقر ومشكلة الزواج المبكر.

يحرم زواج الأطفال الفتيات من طفولتهن ويهدد حياتهن وصحتهن. البنات اللواتي يتزوجن قبل بلوغهن سن 18 سنة أكثر عرضة للعنف المنزلي ويقل احتمال بقائهن في المدرسة. كما يعانين من مشاكل اقتصادية وصحية أسوأ من أقرانهن غير المتزوجات، وتنتقل في النهاية إلى أطفالهن وتزيد من الضغط على قدرة البلد على توفير خدمات صحية وتعليمية جيدة.

تحمل الفتيات العرائس وهن مراهقات، ما يزيد من خطر التعرض للمضاعفات خلال فترة الحمل والولادة -عليهن وعلى أطفالهن الرضّع. وقد تؤدي هذه الممارسة أيضاً إلى عزل الفتيات عن العائلة والأصدقاء واستبعادهن من المشاركة في مجتمعاتهن، ما يؤثر تأثيراً كبيراً على سلامتهن البدنية والنفسية.

وبما أن زواج الأطفال يؤثر على صحة الفتاة، وعلى مستقبلها وعلى العائلة، فقد يفرض أعباء اقتصادية فادحة على المستوى الوطني، بالإضافة إلى الكثير من المضاعفات الجسيمة على التنمية والرفاه.
احتمال الوفاة بسبب مضاعفات الحمل والولادة أكبر عند المراهقات مقارنة بالنساء في العشرينات من العمر؛ وأطفالهن أكثر عرضة للإملاص (ولادة الجنين ميتاً) وللوفاة في الشهر الأول من العمر.

أثار الزواج المبكر:-
هناك العديد من المشاكل والمخاطر والآثار التي تنتج عن زواج المبكر بعـضها مباشـر وبعضها غير مباشر، وفي كلتا الحالتين لا يمكن تجاهل تأثيرها على الفتاة ومستقبلها، ومن أهـم هذه الآثار كما أشار كلا من منظمـة الـصحة العالميـة )

-الأثار النفسية: تتمثل الأثار النفسية للزواج المبكر للفتیات في الحرمان العاطفي من حنان الوالدين ممـا
يؤدي إلي تعرض الفتاه للضغوط النفسية وظهور أمراض نفسية متعددة ، إلي جانب إضطرابات الشخصية او إضطرابات في العلاقات الجنسية بين الزوجين نتيجة عدم إدراك الفتاه لطبيعة تلـك العلاقة، الأمر الذي قد يؤدي إلي ظهور أعراض مبكرة للإكتئاب والقلق المستمر من المـسئولية الأسرية الجديدة ، إلي أن عدم إكتمال النضج الجنسي للفتاه إلا بعد مرحلـة المراهقـه بـسنوات يجعلها في حالة من المعاناة والآلام والخوف الأمر الذي يؤدي إلي ظهور العديد من الأمـراض النفسية والعصبية.
– الأثار الإجتماعية :الاثار الناتجة عن الزواج المبكر للفتاه تتمثل في فقدان الوعي الكاف للوالـدين بأصـول
التربية السليمة للأبناء في ظل إنخفاض المستوي الثقافي والتعليمي لهما، الأمر الذي يؤدي إلـي نشوب علاقات أسرية فاشلة بين الزوجين وأبنائهم وما يتبعه من أثار إجتماعيـة أخـري غيـر مرغوب فيها.
-الأثار الصحية: وتتمثل الأثار الصحية للفتيات المتزوجات مبكرا في زيادة معـدلات الإجهـاض المتعمـد الذي ينطوي علي مخاطر صحية وخيمة قد تؤدي إلي الموت للفتيات إلي جانب خطورة الطفـل المولود و إنخفاض الوزن عند الميلاد وإختناق بين الرضع الذين تلدهم المراهقات، ممـا يـؤدي
إلي وفاة الرضيع أو الإصابة بمشاكل صحية مضاعفة في المستقبل.
-الأثار الإقتصادية: تظهر نتيجة بقاء الفتاه تمارس حياتها في المنزل فقط ولم تتمكن من كسر الطوق المحـاط بها لتمارس مهنا أو أعمالا أخري ،علما بأن الأفراد العاملون يساهمون بدور فعال فـي عمليـة التنمية الإقتصادية من خلال عطائهم ، الأمر الذي يؤدي إلي تطوير قدراتهم الشخصية وتحـسين أوضاعهم الأسرية ، وهذا الذي تحتاج إليه الفتاه المتزوجة مبكرا لرفع مستوي معيشة أسـرتها ، كما أن ينـشأ عن هذا الزواج مشكلات اجتماعية ونفسية وصحية على الفتاة حيث يجعبها تتحمـل مـسؤوليات أكبر ما قد يؤدى إلى تركها للتعليم وحرمانها منه وقد يؤدى هذا الزواج إلى عدم قـدرتها علـى تنظيم الأسرة والتخطيط لحياة مستقرة وقد يعد الزواج فى سن مبكر من أهم أسباب الطلاق حيث هناك علاقة بن الزواج المبكر والطلاق، وزواج الفتاة وهى فى سن صـغير قـد يـؤدى إلـى ممارسة العنف ضدها.

زر الذهاب إلى الأعلى