حوارات

الأزمة الاقتصادية تعيد ملف الهجرة غير الشرعية إلي الواجهة في مصر !

كتبت : رحاب أحمد عدلي

تعد ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي برزت منذ نهاية التسعينيات قد بدأت تشكل تهديدا خطيرا على دول المصدر، وعلى دول العبور، وعلى دول الاستقبال بشكل يؤثر وينعكس على سياسات هذه الدول نتيجة لفقدان القوة البشرية لبلدان المصدر بالهجرة أو الموت ، ونتيجة لحدوث عدم الاستقرار، وتوتر العلاقات السياسية بين دول العبور ودول المصدر ودول الاستقبال ، وتحمل التكاليف الأمنية الباهظة ، وما يلفت الانتباه إلي هذه المشكلة في زمننا المعاصر هو ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين بشكل كبير جدا ، مما يهدد القارة الأفريقية برمتها ، وكما تطور نمط الهجرة غير الشرعية المعاصرة من هجرة فئة الذكور القادرين على العمل إلى هجرة فئة النساء والأطفال .

ما هى أبرز الأسباب التي ساقها الشباب عن الهجرة غير الشرعية ؟

قال محمد عبد الوهاب، أحد المواطنين الذين أقبلوا على الهجرة غير الشرعية، أن مسألة “البطالة” وعدم توافر فرص عمل حقيقة ومجدية هى أبرز أسباب التى تدفعنا إلى الهجرة غير الشرعية ، وأن الهجرة غير الشرعية سوف توفر لنا دخلًا أكبر في بلدان الهجرة، إضافة إلى الرغبة في معرفة بلاد لم نزورها من قبل.

وقد قال عبد الرحمن مصطفى، أحد المواطنين الذين أقبلوا على الهجرة غير الشرعيةأيضًا،أن من أهم أسباب الهجرة غير الشرعية الأسباب المتعلقة بـ “تقليد” أولئك الذين هاجروا قبلنا من زملائنا، ورغبة في أن نكون مثلهم.
ومن رأى احمد حسين أن أحد أهم أسباب الهجرة غير الشرعية كثرة الضغوط الحياتية والمعيشية والاجتماعية والاقتصادية وكذا الضغوط النفسية والعاطفية وغيرها من الضغوط، بالإضافة إلى الشعور بالإحباط الشديد، سواء الإحباط الأسرى أو المجتمعي أو غير ذلك من الأسباب الذاتية الأخرى.

هذه بعض الأسباب التي عبّر عنها الشباب والتي تحدث فيها الشباب عن رغبتهم في “تحسين ظروفهم المعيشية” من خلال الهروب عبر الهجرة غير الشرعية لبلدٍ يعتقدون بأنهم سوف يحققون فيها دخلًا وفيرًا يلبي احتياجاتهم المادية التي هي الدافع والمحرك الرئيسي لهم للهجرة غير الشرعية.

وعند سؤال بعض الشباب ما الذي يمكن أن يتم فعله من أجل منعهم عن الهجرة غير الشرعية؟

فكانت إجابة عبدالرحمن مصطفى أن توفر الدولة فرص عمل للشباب تكون بقيمة مادية تتيح للشباب أن يعيشوا ويسكنوا ويتزوجوا وغير ذلك.

ومن الغريب أيضًا أنه عند سؤال بعض الشباب أنهم يهاجروا للخارج للعمل في أية مهنة مثل غسل الصحون وخلافه، فلماذا لا يعملون في بلدهم ؟

قال محمد عبدالجواد إنهم لم يعتادوا العمل في تلك المهن في بلادهم، هنا كان من الضروري التأكيد على ضرورة تغيير ثقافة العمل، وتوعية الشباب بأن أي عمل شريف تتقاضى منه أجرًا مادام حلالًا طيبًا فهو مفيد لك، وعليك أن تُجرّب العمل في أي شيء متاح إلى أن تتاح لك فرصة العمل الخاص بتخصصك.

ومن ناحية أخرى فإن إن تغيير ثقافة العمل في مجتمعاتنا أمر ضروري، ومن المهم أن نقوم بتوعية الشباب وحمايتهم. وهي مسؤولية كل الأجهزة والجهات المعنية التي عليها أن تسهم في عملية منع الهجرة غير الشرعية والتصدي إليها بكافة السبل التوعوية والتشريعية وغيرها من الأدوات والأساليب ذات الصلة في هذا الاتجاه.

كان من بين الأسباب التي ذكروها الشباب أنهم أقدموا على خوض عملية الهجرة غير الشرعية اقتداءً أو تقليدًا لآخرين سبقوهم في تلك التجربة سواء أقارب لهم أو أصدقائهم، وأن أولئك سوف يسهمون في توفير فرصة عمل لهم وسوف يقفوا إلى جوارهم ويساعدوهم، وبالتالي جاء التقليد لهم ليحذوا حذوهم ويسيروا على نفس النهج ويستفيدوا من تواجد أولئك في البلد التي يقصدونها أملًا في أن يساعدوهم في توفير فرص عمل وتعريفهم بالمجتمع الجديد الذين هم مقبلين عليهم، وأنهم لن يكونوا وحدهم، من هنا جاء “التقليد” كأحد الأسباب.

يوجد شباب نجحوا في عملية الهجرة غير الشرعية وهاجروا بالفعل في وقت سابق، وآخرين لم يهاجروا وقد فشلوا في محاولاتهم من أجل الهجرة غير الشرعية، وعند سؤالهم ما إذا كانوا ينوون تكرار تلك التجربة مرة أخرى، قال عدد كبير جدًا منهم إنهم سوف يكررونها، حتى أولئك الذين فشلت رحلتهم، قال الكثير منهم إنهم سوف يكررونها مرة ومرتان وثلاثة وأكثر من ذلك حتى ينجحوا، إلى أن يحققوا الرغبة في الهجرة من أجل تحسين الحياة والمعيشة.

قالت السيدة ” أ . ج ” بمكتب التضامن عن الهجرة غير الشرعية أنه بالرغم من الحوادث التى تحدث فلا زالت الهجرة غير الشرعية مستمرة ومنتشرة حتى الآن حيث يقوم الأفراد بدفع مبالغ مالية كثيرة للسفر ،ومن بين هولاء الأفراد يوجد أطفال يتراوح عمرهم بين 15 و 16 و 17 عام ، وفى خلال عام 2022 توفي الكثير من الأطفال خلال هجرتهم غير الشرعية منهك من غرق ومنهم من تم القبض عليه ثم توفى ، وعلى جانب آخر فإن هناك طفلين من نفس المنزل قد توفوا خلال الهجرة غير الشرعية وبالرغم من ذلك قام والدهم بإرسال الطفل الثالث ،وعند سؤالهم عن سبب فعل هذا كانت الإجابة انهم يريدون تحسين دخل الأسرة وهناك بعض الأسر أيضًا تريد تقليد أسر أخرى وأن هذا كله مبنى على عامل الغيرة وهناك أسر أخرى عملت هذا بدافع الفقر.

وقال محمود عباس : هناك أسباب كثيرة للهجرة غير الشرعية فى مصر، حيث هنا الفقر الجهل وتدنى مستوى الخدمات الاقتصادية كعوامل دافعة للهجرة، فضلا عن قلة منافذ الهجرة الشرعية وارتفاع تكاليفها).
ويوجد عوامل إجتماعية مثل الدافع الرئيسي للهجرة غير الشرعية،
والتى تمثل دافعا لشباب مصر من قرى الريف نحو الهجرة غير الشرعية، وتأتى على تطبيق ثقافة التقليد السائدة بين أهالى القرى، والرغبة فى تحقيق نموذج المهاجر غير الشرعى الذى استطاع كسب الأموال الطائلة والرجوع لفتح مشروع خاص به والزواج وتحقيق رغباته المادية والمعنوية

زر الذهاب إلى الأعلى