“كسر الوتد وانشق حبل عناقي” .. رثاء والد ..!

كتبت : صبحة بسيوني عبدالهادي
في ذمة الله ورحمته ياحبيبي
مات أبي …..
كسر الوتد وانشق حبل عناقي
لا شئ بعد الغالي أصبح باقي
رحلت سفيني معه كل عمادها
والصحب والأهل وكل رفاقي
مات أبي.. فلتنظروا لخصاله
عز الرجال وصاحب الأخلاق
سمح المحيا حين تنظر وجهه
تجد السماحة مسكن الأوداق.
رب الشهامة والرجولة والكرم
قد كان مطعم للغريب وساقي
شق الجبين ببعد روحه وانطفي
مصباح عمري وجذوة الأعماق
يا ويل قلبي حين ينظر بالثري
ويري الحبيب بمرقد الأسباق
لا تستطيع جوارحي ضم الذي
بالأمس كان الي جواري باقي
رجل يعز علي القلوب فراقه
عمد الرجال ومسند الأعراق
يبكيك قلبي والجوارح تنزف
يا موطني ومحبتي ورواقي
لو كان ملك الموت يعلم حسرتي
لبقيت أنت … وكبلت أوثاقي
يارفق قلبي والحنان المغدق
كف الحنان بلمس نبضك راقي
يا نبض صدري حين تسكن وجده
يا شوق عمري والحنان الباقي
تكفيني شر الدهر وظلام الحيا
تحميني من غدر العدا الأفاق
مات أبي .. مسك الحياة وعطرها
رحل الحبيب ومزقت أوراقي
نار…. بجوف الصدر يشتعل الضنا
والنار تحرق في الحشا أعماقي
رحلت عيونك ياحبيبي وأغمضت
هانت عليك مواجعي وفراقي
كانت وعودك ان تظل بصحبتي
ومشيت وحدك دون أي تلاقي
فشعرت أنك قد خشيت وجيعتي
والروح صعدت للسما ببراق
خالفت وعد الصحبة المتعهد
بالحب منك بعد طول وفاق
وكأنما الدنيا بحبل فراقها
شنقت ضلوعي .. مزقت أوثاقي
احثوا التراب علي الحبيب برحمة
ضموا الحبيب وبلغوا أشواقي
وادعوا له بالحشر بين الصالحين
مات أبي .. فادعوا له بصداق
ما. كان أبدا للأقارب قاطع
بل كان ودا للمحبة ساقي
بالرفق يحنو علي مصاب زماننا
ويطوق الحرمان بالإنفاق
ويبر. كل القاطعين بوصله
ويحثنا بالحب والإرفاق
ياأرض ضمي رب عمري واسقه
من جنة الخلد بماء واقي
في رحمة الله وذمة فضله
أدع الحبيب برحمة الخلاق